يقول نزار قباني : " يا اصدقائي....جربو ان تقرؤوا الكتاب ...ان تكتبوا كتاب .... فالناس يجهلونكم ... في خارج السرداب .... الناس يحسبونكم نوعا من الذئاب ..."
ان انت لم يكن لك هدف في الحياة ، وعلى دراية بهيفاء وهبي وتامر حسني ولست على دراية بادوارد سعيد ونوال السعداوي ، ان انت على دراية برونالدينيو ولست على دراية بأندريا غاندي ، ان كنت ممن يبتاع ال ( الجل ) وال ( واكس ) بعشرات الدنانير ولا تحمل كتابا الى محاظرة او قما يوم الامتحان ، ان كنتي تلطخين وجهك بالطحين والالوان كل صباح ولا تحتوي مكتبتك على كتاب قيم او لم تتبرعي يوما بربع قيمة ما تعطين ، ان كنت مع ممن يشترون كتب ( 100 ضحكة او الابراج او كيف ترضي زوجك جنسيا ) ولا تقرأ على الاقل كتبك الجامعية ، ان كنت من اصحاب الولع بالسيارات والجنطات والهواتف الخلوية والبلوتوث ولم تستوعب بعد ان السيارة وسيلة انتقال وان الخلوي وسيلة اتصال وان البلوتوث ضرب من الاستعمار غير المباشر ، ان كنت تعتبر نفسك متحضرا فقط لانك تلبس ال ( نايك ) وتأكل في ال ( ماك ) ومازلت تجهل تركيبة الماء الكيميائية ، ان كنت تشعر بعدم الرضا لانها هجرتك او انك متزعزع ماديا ولا تتذكر دار فور واغوانتانامو ....ان كنت ايا من هذا القبيل ، لا تجعل اذنيك تحتقرا لساني ، ولكنك للاسف معني بالسؤال ...؟؟
اخي الكريم ...اختي الكريمة .... واقعنا العربي هو حزن سياسي ، وجع ثقافي ، جرح اقتصادي ....اننا نعاني من غيبوبة حضارية في ظل غزو استعماري وتخبط امبريالي واجتياح العولمة والعلمانية .....مأساتنا ان كل هزائمنا مبرره ....واننا نستخدم اقراص الاسبرين والبندول لشفاء السرطان في جذور ثقافتنا . المشكلة انه وبالرغم مما يحل بنا ، نظل ندعي بأننا سوبر مان وباباي. العالم كله يسير نحو التصالح مع " الاخر " ونحن نتقاتل فيما بيننا ، هل سمعتم بحرب اسرائيلية اسرائيلية!!! ولكن ماذا عن الحرب الايرانية العراقية ، غزو صدام للكويت ، حرب لبنان ، الجزائر والسودان ..... وعدد ولا حرج !! يقول مظفر النواب : " قتلتنا الرده قتلتنا ... ان الواحد يحمل في الداخل ضده". ليس الحل ان نشتم الغرب ، بل الحل ان نوطد علاقاتنا لبناء حضارة تقوم على التاريخ بعيدا عن النرجسية والتغطرس والخطابات المنتفخة.... ان نلتزم بالدين بعيدا عن المذهب وان نركز على الجوهر بدلا من المظهر. بلا شك نحن بحاجة لان ينبت ضرس العقل لنقرأ الواقع العالمي بطريقة اقرب للواقعية بعيدا عن الاحلام واليتوبيا وبعيدا عن فوبيا الغرب وزرع حقيقة اننا بدأنا الحضارة الى ان اتى جيل لا يقرأ ولا يحزنون...!! الاعلام والتلفاز يريد ان نرى كل شيء الا وسلفستر ستالون كي ننسى ابن الوليد .... نحن بحاجة الى عمليات اركولوجية في العقل العربي لازالة الطحالب التي علقت به من الخطب المؤدلجه ...لا بد من النقد الذاتي لتخفيف الانتفاخ النرجسي الذي نعيشه. ان التنوع الفكري للمجتمع هو الذي يعمق الانتاجية وعليه يتبرعم الابداع. يقول الفيلسوف الالماني نيتشه : " في كل انسان حقيقي يختبىء طفل يرغب في اللعب ". نحن قتلنا هذا الطفل وحجزناه في اللامعلوم. التدين جميل ولكنه كالملح ، اذا زاد افسد الطبخه. لا بد وان نزيل مادة الكوليسترول العالقة في اذهاننا لان الكوليرا الفكرية قادتنا الى الهزيمة الحضارية. يجب علينا تشجيع ثقافة المشتركات والتسامح.
يقول نزار قباني : " السر في مأساتنا : صراخنا اضخم من اصواتنا ... وسيفنا اطول من قاماتنا ... خلاصة القضية توجز في عبارة : لقد لبسنا قشرة الحضارة ... والروح جاهلية!!
اذا خسرنا الحرب ، لا غرابة ....لاننا ندخلها بكل ما يملك الشرقي من مواهب الخطابة ... بالعنتريات التي ما قتلت ذبابه!! لاننا ندخلها ... بمنطق الطبله والربابه..."
